تحت شعار ثمانية وخمسون نشيداً للأمل .. سنعود (HRRK) يقوم بمجموعة فعاليات

يقيم اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK) مجموعة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والسياسية ،تتمحور جميعها عفرين الجريحة بعد 6 سنوات من الاحتلال وتبدأ هذه النشاطات اعتباراً من اليوم /السبت 20/1/2024 20 ولغاية 18 أذار 2024 .

النشاطات الأسبوعية التي يستضيفها مركز اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK) تشمل مواضيع عدة حول الفلكلور العفريني والحياة الاجتماعية والسياسية والمعيشية والجغرافية و الأوضاع التي عاشتها وتعيشها المنطقة تحت ظروف الاحتلال.

هذا و يتضمن برنامج الفعالية ندوات حوارية ومحاضرات وأمسيات شعرية وقصصية وعروض سينمائية ومسرحية وبعضاً من الأعمال الفلكلورية التي تشتهر بها منطقة عفرين والتي تعبر عن جمال وغنى التراث الكردي الأصيل.

وبهذا الخصوص كانت لنا عدة لقاءات للحديث عن الأمل والألم والمآسي التي مرت على شعبنا المقاوم والمتمسك بأرضه وبترابه حتى آخر رمق من الحياة.

وليد بكر :عفرين الملاذ الآمن لمعظم الأهالي في سوريا الهاربين من جحيم الحرب الأهلية

الكاتب وليد بكر عضو اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK) تطرق بشكل موسع عن مضمون الفعالية باعتباره  عضو في الاتحاد ومن سكان عفرين قائلاً:

مثلما نعلم أنّه بمناسبة الذكرى السادسة لاحتلال منطقة عفرين، قرر اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان (HRRK) القيام بالعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والسياسية حول عفرين والتي تبدأ من تاريخ بدء العدوان على عفرين وحتى تاريخ احتلال المنطقة. ستشمل الفعالية ندوات حوارية عن سرد ذكريات الحرب على عفرين في شتى المجالات، من حيث المقاومة في الجبهات والمقاومة الشعبية في القرى والمدن، وشراسة العدوان وهمجيته، إضافة إلى إرادة وعزيمة الجماهير من خلال التمسك بالأرض وعدم مغادرة المنطقة حتى وقتٍ متأخر.

وتشمل الفعاليات الأخرى العادات والتقاليد التي تميز أهالي المنطقة من حيث اللباس الفلكلوري، وأنواع الأطعمة وطرق إعدادها، كذلك التراث الفني الشفوي المميز الذي تشتهر بها المنطقة من سرد الملاحم الشعبية من ملاحم الحب والبطولة والحرب إلى الغناء الملحمي، والغناء الملحمي كوسيلة لتدوين تاريخ المنطقة.

وسوف تتضمن الفعالية أيضاً أمسيات أدبية من إلقاء الشعر وقراءة القصص القصيرة من قبل مختلف الأدباء والتي تركز على منطقة عفرين وأهلها وتراثها.

ويمكن أن تكون هناك ندوات أو محاضرات حول الوضع في عفرين بعد الاحتلال بما يتضمنه من انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم ترتكب بحق أهلها منذ الاحتلال وإلى الآن.

ثم أضاف الكاتب وليد بكر:

بعد اندلاع النزاع في سوريا وتفاقمه في أنحاء عديدة من البلاد، استطاعت عفرين بسواعد أبنائها المخلصين أن تحافظ على الهدوء والاستقرار وتؤسس فيما بعد نظاماً إدارياً حافظ على السلم الأهلي، بل طوّر من المفاهيم الإنسانية السائدة لدى المجتمع في عفرين، حيث شهدت المنطقة انتعاشاً اقتصادياً ملحوظاً وتطورات نوعية في كافة المجالات، حتى باتت عاصمة الشمال السوري بعد أن احتدم الصراع الدموي في مدينة حلب.

حيث أصبحت منطقة عفرين الملاذ الآمن لمعظم الأهالي في سوريا الهاربين من جحيم الحرب الأهلية، واستقبلت عفرين بعد عودة أهاليها المقيمين في مدينة حلب مئات الآلاف من مختلف المناطق السورية، واستطاع الأهالي تقاسم لقمة العيش مع النازحين إليها، كما أصبحت العاصمة الاقتصادية للشمال السوري، حيث تطورت الصناعة والإنتاج من خلال تزايد ورشات إنتاج الألبسة والأحذية، وورشات صيانة السيارات إلى جانب معاصر الزيتون ومعامل تصنيع الصابون ومواد أخرى، حيث وصلت انتاجه إلى خارج سوريا بالرغم من التحديات التي كانت تواجه المنطقة والتجار والصناعيين في ظل الحصار الذي كان يفرضه الفصائل السورية المسلحة.

كما نعم الجميع بحرّية الاعتقاد وممارسة عاداته وتقاليده والتعليم بلغته الأم، وشارك الجميع في عملية البناء والتطوير، فأصبحن عفرين بحق واحة جميلة تسودها الأمن والأمان والمحبة بين الجميع، تمد يد العون لكل المحتاجين.

لكن بعد قيام الدولة التركية بشن حرب ظالمة على المنطقة في 20 كانون الثاني 2018 والتي واجهت مقاومة شرسة من أبنائها لمدة شهرين سطروا فيها أجمل الملاحم البطولية الفريدة. وفيما بعد استطاعت احتلال عفرين في 18 آذار 2028 حيث انقلب الوضع رأساً على عقب.

فانتشرت جرائم القتل والخطف والاعتقال والتعذيب والاستيلاء على ممتلكات السكان الأصليين الذين أجبروا على النزوح من المنطقة بمئات الآلاف خوفاً من انتقام الفصائل الإسلامية المتشددة والجيش التركي. وتحولت عفرين إلى بؤرة لانتهاكات حقوق الإنسان المتعددة والتي ما تزال مستمرة دون توقف رغم دخولنا العام السابع من احتلالها.

إضافة إلى استيلاء الفصائل المسلحة على بيوت وأملاك وأراضي السكان الأصليين ومواسمهم الزراعية، قامت وما تزال بابتزاز القلة المتبقية والمتشبثين بأراضيهم من خلال خطفهم بغية تحصيل الفدى المالية، وفرض الضرائب الباهظة على المواسم الزراعية، وقطع الأشجار المثمرة، وحرق الغابات بغية التحطيب وبيعها.

وبخصوص تأثير الاحتلال على عفرين ومسألة التغيير الديموغرافي أشار بكر:

لم تكن عملية احتلال عفرين عملية كلاسيكية، بل هو احتلال ممنهج تم التحضير له منذ عشرات السنوات، واستغلت تركيا الحرب الأهلية السورية لتنفيذ مخططها في احتلال عفرين، حيث يتبين ذلك المخطط من خلال ممارساتها اليومية منذ احتلالها للمنطقة وإلى الآن.

لعلّ أهم هدف لقوى الاحتلال في عفرين متمثلة بتركيا والفصائل السورية المرتزقة التابعة لها، تتمثل في القيام بعملية تغيير ديمغرافي شاملة للمنطقة.

حيث عملت قوى الاحتلال إلى فرض مناهج تعليمية لا تنسجم مع واقع المجتمع في عفرين، من حيث فرض أيديولوجية إسلامية متشددة، واعتبار اللغة التركية لغة رئيسية في المنهاج وإهمال اللغة الكردية – اللغة الأم لمعظم سكان المنطقة الأصليين.

إضافة إلى منع عودة السكان الأصليين لقراهم ومدنهم، ونشر سياسة الترهيب من خلال الاعتقال والتعذيب والقتل بحجج متنوعة بغية فرض واقع جديد في المنطقة.

كما ركزت عملية التغيير الديموغرافي للمنطقة والتي بدأت بها منذ اليوم الأول لاحتلالها، على بناء العشرات من المستوطنات وإسكان النازحين من خارج منطقة عفرين فيها لتصبح فيما بعد واقعاً، إضافة إلى توطين عوائل من التركمان في القرى الحدودية مع تركيا، وإطلاق يد الفصائل العسكرية التركمانية لتقوم بفعل ما تشاء من أفعال لا إنسانية وانتهاكات متعددة ضد السكان الأصليين وممتلكاتهم، ليس هذا فحسب بل طالت ممارساتهم الطبيعة الجميلة لمنطقة عفرين، من خلال حرق الغابات الحراجية وقطعها للاتجار بها، وقطع الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون التي لها وقع كبير لدى الفلاح العفريني، وقد تم توثيق تلك الانتهاكات في العديد من التقارير الحقوقية.

-إنّ ما تقوم بها قوى الاحتلال في عفرين لا يدلّ أنها قادرة على البقاء فيها، فمن يريد البقاء في منطقة ما لا يدمّرها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنّ هناك حقيقة لا يمكننا تجاهلها، ألا وهي تمكن الإنسان العفريني بأرضه وسعيه بمختلف السبل لتحريرها، إضافة إلى أنّ قضية عفرين لا تقتصر على أهلها فقط، بل هي قضية جميع الكرد في روجافا وخارجها، كما أنها قضية وطنية سورية.

لكل تلك العوامل الآنفة الذكر، نخلص إلى القول أنّ عمر الاحتلال قصير في عفرين، ولا بدّ أن تتحرر ويعود إليها سكانها الأصليون، ولنا أمل أننا يوماً سوف نتمكن من عقد العديد من الأنشطة الثقافية على أرضها بحرّية.

 زكريا عفرين: هذه الفعالية فإن (HRRK) يؤدي رسالة مفادها العودة المحتمة لشعب عفرين

ومن جانبه تحدث الفنان زكريا عفرين عضو الهيئة الإدارية لاتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK)عن بعض الأفكار حول الهدف من الفعالية وعن مضمون الرسالة التي يمكن أن توصلها هذه الفعالية مشيراً:

في البداية يمكنني القول إن احتلال عفرين كان يوماً أسوداً في تاريخ عفرين وشعب روج آفا بشكل عام حيث تم الاعتداء على شعب مسالم كان ينعم بالأمن والاستقرار والمحبة بين جميع مكوناته, الذين كانوا ينعمون بالسلام في مدينة الزيتون والتي لطالما فتحت أبوابها لكافة القادمين إليها من مختلف المحافظات حلب وإدلب وحمص وحماه قاصدين الاستقرار في مدينة السلام.

شن العدوان التركي هجومه الهمجي والبربري بكافة أشكال وأنواع الأسلحة البرية والجوية وبكل الامكانات وبأحدث التقنيات وعلى مشهد ومرأى العالم الذين أغمضوا أعينهم وصموا أذانهم عن استغاثات شعب مسالم لم يقترف ذنباً سوى أنه متمسك بأرضه, ظل أبناء عفرين صامدين مدة 58 يوماً مع مساعدة وحدات حماية الشعب وسط ذهول العدوان التركي لعظمة هذه المقاومة

وحول الهدف من الفعالية التي يقوم بها اتحاد مثقفي روج آفاي كردستان (HRRK) أوضح عفريني :”الهدف من هذه الفعالية هو إبراز وحدة الشعب الكردي في كافة مناطق روج آفا وتضامنه بكل فئاته المثقفة والسياسية والقيادية والعاملة كما أن لها معاني تاريخية وإنسانية للدفاع عن حقيقة الوجود الكردي”.

وتابع عفريني :”من خلال هذه الفعالية فإن (HRRK) يؤدي رسالة مفادها العودة المحتمة لشعب عفرين المناضل إلى أرض الآباء والأجداد والرفض القاطع بأن نكون شعب مجرد من حقوقه الطبيعية والعيش في أمان واستقرار كبقية شعوب العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق