الكاتب عبد الجابر حبيب : أنا كردي سلب مني وطني

ق ق ج / خارطة
جلبوا الأطلس كدليل إثبات وجودهم على أرضهم، بحثوا عن اسم دولتهم التائهة في عمق التاريخ، احتد النقاش بينهم، اختلفوا حول التفاصيل الدقيقة لنظام الحكم، اشتد الصراع بينهم حول الحدود، وبعدما عثروا على جذورهم الراسخة في دهاليز الجغرافيا والتاريخ، تدخلت الدول الصديقة درءاً لانقراضهم، فالحفاظ على الكائنات النادرة واجب إنسانيٌّ مقدس، كما أخبروهم بأن الشرق الأوسط الجديد لا يضم سوى الأسماء الموجودة سابقاً على خريطة العالم، وأن القومية ورم خبيث يجب استئصاله من الرؤوس. وعندما سألوهم من أنتم: أجاب كل واحد منهم بانتمائه لأصله، أنا فرنسي، أنا انكليزي، أنا عربي ، أنا إيطالي، أنا إيراني، أنا تركي … وقف الكردي حائراً، ثم قال: أنا كردي سلب مني وطني على مائدة عشائكم الأخير.