الكاتب المسرحي عبد الجابر حبيب: نصوص (ابتسامة و جشع)

ق ق ج
ابتسامة
الجندي الذي ركب حافلة المقاتلين، رسمت على شفتيه ابتسامة الوداع، وفي أعماق نفسه قرر الشهادة، أو النصر على جحافل الذئاب الذين أرادوا أن يعبثوا بأمن بلاده، جاء محملاً على أكتاف المشيعين. مكتوب على نعشه قوله قبل أن تودع روحه الراكضة نحو الحقول الخضراء؛ جسده المثقوب مثل راية بيضاء مزقتها أحقاد الأمس البغيض “إن لم أمت اليوم بكرامتي، غداً سيدقون باب بيتي، ويعدمونني أمام عيني أمي”
ق ق ج
جشع
البائع الذي احتكر البضاعة في أحد مستودعاته المظلمة. لم يتمكن من احتكار الهواء، وسحبه إلى أنفاق طمعه، بالأمس سمعت بأنه مات من ضيق التنفس، وهو يفرز تلك البضاعة التي تعفنت، مما سببت روائحها الكريهة اختناقه، وبقيت جثته مرتعاً للجرذان.
عبدالجابر حبيب