الحلقة الأولى من (سلسلة وجوه ثقافية) مع الشاعرة “سامية إبراهيم” الصدقُ في نقل أيةِ رؤيا شرطٌ مهم لوصول القصيدة

حاورها: محمود عبدو
تشهد الساحة الشعرية في العموم خفوتا كما الكثير من الفنون الابداعية مقابل التقانة وافرازاتها وقضايا الأنترنت وتسطيح العقول وسيادة نمط استهلاكي غير قيمي، وابتعاد الكثيرين عن الكتاب واللغة وفنونها، وليتحول خير الجليس للشاشة الصغيرة والتحول من الفكري والثقافي للسطحي والمبتذل أحيانا في خضم كلّ ذلك نجد بعض الأصوات التي لا زالت تسير بخطاها كما أرادها أرسطو في كتابه “فن الشعر” والتي سنسعى في سلسلتنا “وجوه ثقافية” من الحوار معهم وعنهم وعن تجربتهم ومناخاتهم وقراءاتهم البداية كانت من عامودا وشاعرتها المسكونة بنبوءاتها ” سامية إبراهيم:
1- دائما تشكّل البدايات المنهل الرئيسي لأيّ مبدع أو فنان، دور البيئة والمناخ والمكان-عامودا- في تشكيل وجه “سامية إبراهيم” الشعري؟
الكثير الكثير من الصور والمشاهد التي أوردُها في قصائدي هي مشاهد من زمن الطفولة التي عشتُها في عامودا، أراها مجدداً وأعيدُ صياغتَها برؤيا شعرية كانت موجودة مذ ذاك الوقت لكنها فيما بعد وجدت طريقها للظهور في الكتابة تلك العين، عينُ الطفلةِ التي ترى وتحس ما زلتُ أرى بها ما حولي وهي المنهل الرئيسي لمعظم ما أكتب.
من الجدير بالذكر أنه إضافةً إلى تلك العين لديَّ رؤيا ما ورائية فلسفية خاصة بي متأثرة بقراءاتي من مختلف أنواع الكتب إضافة إلى تأثرها بدراستي وعملي كمعلمة، والذي يتمعن في قراءة نصوصي سيلحظ ذلك بكل تأكيد.
2- انحيازٌ كليّ للذات في نصوصك، وتماهيها مع المحيط الطبيعي في لغة أقرب ما تكون للبوح والمونولوج الداخلي كيف تصفينه؟
أكتبُني كمرآة لكلّ ما حولي بعد أن يمرَّ برؤاي ومشاعري وفكري ويخرجُ قصيدة، قد يراها الكثيرون وكأنها تصفُ حالتهم وهنا تتأرجحُ القصيدة بين الذات والآخر وربما الصدقُ في نقل أيةِ رؤيا شرطٌ مهم لوصول القصيدة.
3- المقلة نشراُ والبعيدة نوعا ما عن الحراك الثقافي هو انزواء التفرد والمشغل الابداعي أم عدم رضى من كل المشهد الثقافي؟
حقيقةً أن طبيعتي ميالة إلى الانعزال نوعاً ما وإلى الحرص على الخصوصية والانتقاء وهذا هو السبب الأساسي في ابتعادي كما ترون عن المشهد الثقافي الذي دون شك وأرى بأن الكثيرين يشاركونني رأيي بأنه ليس بالمشهد الذي يصبو إليه أكثرنا.
4- مؤخرا عدتِ وبقوة من خلال صفحتك على الفيس وبصورة يومية هل هو اختمار تجربة أم تسارع حياتي شعري؟
أنا نتاجي غزير منذ أن شكَّلْتُ صفحتي في الفيسبوك و قد نشرتُ الكثير من القصائد فيها و عموما أكتبُ بغزارة وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى المساحة الواسعة التي يحتلُها الشعر و الكتابة في حياتي، هناك الكثير من الرؤى و الأفكار و المشاعر التي تتزاحم لدي لتجد طريقها إلى أن تتشكلَ في زي قصيدة و أرى بأن تجارب الإنسان الحياتية و بيئتَه و ظروفه و كل ما يحيط به ( خاصةً بيئتُنا ) كفيلٌ بأن يكوِّنَ لدينا أرضاً خصبة للشعر الذي هو الملاذ في الكثير من الحالات ..، أريدُ أن أقولَ ، أن أكتبَ ، أن أنشرَ ما يختمرُ في الذات التي هي ابنة هذه الظروف.
5- هل يتقاعد الشاعر ومتى وماهي مكانة الشعر في حياتك؟
ليس هناك من تقاعد عن الشعر هذا ما أراه فذاتُ الشاعر الشعرية تدفع الشاعر لأن يعطيها المجال لتظهر رغماً عنه كما أعتقد، هذه الذات المتمردة التي تلح على الظهور كما تريد، ليس هناك تقاعد في الشعر لكن قد يتوقف الشاعر لفترات محددة ويعود مجدداً للكتابة إلا إذا كانت له ظروف خاصة تمنعه من الكتابة.
أما بالنسبة لمكانة الشعر لدي فأنا أرى الشعر هو تلك الروح التي تعكس ما غمُض في النفسِ والواقع تعكسُه وتطلقُه قصائد لا تعد ولا تُحصى بعيون الشعراء الذين هم كهنةُ ما هو غائب عن عيون مَن لا يكتبون الشعر.
جزءٌ من سيرة سامية إبراهيم
سامية يحيى ابراهيم مواليد عامودا ١٩٦٨م، درستُ الابتدائية و الإعدادية والثانوية في مدارس عامودا ومن ثم درستُ في معهد إعداد المعلمين نظام السنتين في القامشلي، عملتُ معلمة لمدة ١٥ عام ثم تقاعدتُ تقاعداً مبكراً، ثم انتقلتُ إلى حلب بعد تقاعدي وعشتُ فيها سنتين درستُ فيها في معهد اللغات اللغة الانكليزية أكتب الشعر منذ عشرين عام أو أكثر لكنني كنتُ أكتفي بقراءته لصديقاتي، بدأتُ النشر في الفيسبوك منذ حوالي عشر سنوات، شاركتُ في بعض الأمسيات الشعرية، هناك مشروع طباعة كتاب قريباً، ولدي قصائد منشورة في مجلة سيوان وفي بعض المواقع الالكترونية
…………………………
سلسلة وجوه ثقافية حوارات يجريها الأديب والصحفي “محمود عبدو” مع عدد من الوجوه والشخصيات الثقافية ذات الأثر المعرفي والأدبي والفني في مسعىً للتعريف بالكثير من تلك الوجوه الثقافية “الأدبية والفنية”.
الفكرة نبيلة، الأسئله رغم قلتلها دسمة، أتمنى التركيز على صنوف الأدب الأخرى