ديالا علي: التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع

نعم نقولها مراراً وتكراراً بأن المرأة هي نصف المجتمع والداعم الأساسي لتكوينه كونها عضو فعال لا تقل أهمية عن الرجل ولكننا ولا مرة من هذه المرات وقفنا ولو لحظة أمام تلك العظيمة أجلالاً وتكريماً لما تقدمه لنا من تضحيات لأننا وبكل بساطة مبرمجين على ذهنية وعادات معينة تفرض علينا الإستعلاء عليها وتصغير حجمها رغما عنا. إنَّ الذهنية الذكورية (النظام الأبوي) التي فرضت علينا من قبل المجتمع والأشخاص ذو السلطة والنفوذ، شكلت حول المرأة هالة سوداء وماضٍ مدمي من أجل الدفاع عن رجولتهم وحماية مناصبهم الهشة والحفاظ على الجنسوية الذكورية.

من هذا المنطلق وضعوا قيود على حياة هذا المخلوق لدرجة منعها من التنفس في بعض الأحيان.

عندما نقول ذلك لانبالغ أبداً فإن معاناتها أعمق بكثير من تصوراتنا فالمرأة على قدر أهميتها ككائن حي له دور في التطوير والتحديث وذات معنى ونكهة خاصة والعديد من الأدوار الأخرى التي تقوم بها كالإنجاب على قدر ماهي مضطهدة نفسياً، جسدياً وفكرياً.

 فإذ أتينا ونظرنا عن كثب إلى ما تواجهه من مصاعب ومتاعب في الحياة لنحاسب أنفسنا على مدى الحياة ولا نوفي لها ولو بجزء بسيط  من مافعلناه بها كل تلك القرون الماضية وحتى هذه اللحظة.

هنالك الملايين من النساء حول العالم يتعرضن لأقسى وأشد أنواع التعذيب والكثير منهن يغتصبن ناهيك عن اللواتي يحرمن من حق التعليم والتنمية غير حالات القتل الجنونية التي تطالهن. عموماً في اليوم ترتكب آلاف الجرائم بحقهن وكل هذا ناتج عن العادات والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا وعدم تقدير وأحترام الجنس الآخر. إن قوة وتأثير تلك الأفكار باتت تسيطر على عقول النساء أيضاً، أصبحت النساء أنفسهن يقمعن المرأة التي هي من نفس جنسها وقضيتهماواحدة، اليوم المرأة عدوة المرأة أكثر من الرجل، تدافع عن تلك الركائز الذكورية أكثر منه وكله حفاظاً على شخصيتها المستعبدة التي اكتسبتها من المجتمع وخوفاً من التحرر الذي تراه وصمة عار بالنسبة لها.

إن التمييز على أساس الجنس هو العائق الأكبر أمام المرأة في المجتمع، فعندما يقوم المجتمع بتصنيفها على أنها ضعيفة جسدياً ولا تمتلك قوة بدنية للقيام بالأعمال الشاقة كالرجال وأيضاً تقييمها على اساس أنها أقل ذكاء وحكمة كل هذا يشكل نقصاً في شخصيتها ونفسيتها وأصبحت من أكثر الأفراد عرضة للإصابة بالأمراض النفسية وأكثرها العصاب.

من ناحية أخرى قوة تأثير المعتقدات الدينية والمفاهيم المتشددة التي وضعت من قبل رجال الدين حول المرأة، جعلت منها مخلوق غير مرغوب فيه ومصدر خطر في المجتمع. فلو رجعنا إلى الوراء قليلا لرأينا كيف كانت تعامل المرأة من قبل رجال الدين وكيف كانت قوتها تشكل خطراً بالنسبة لهم لدرجة وصلوا إلى حد تلفيق القصص والخرافات في حقها،  كل ذلك صنع منها شخصية انطوائية ملبية لإحتياجات الذكور دون التفكير بنفسها.

ونرى في ذلك كل الذين كتبوا ولفقوا الأكاذيب عنها  كان هدفهم النيل من شخصيتها وانجازاتها وتاريخها المثمر بالانتصارات على جميع المستويات.

إن التحديات التي تواجهها المرأة لا تعد ولا تحصى وطريقها نحو التحرر حافل بالصعاب إن لم تكن هناك جانب يدعم نضالها في سبيل حريتها كالقوانين المنصفة بحقها في البلدان الجاهلة بحقوق الإنسان كما أن واجب توعية المجتمع من قبل الحكومات يسهّل الأمر أمامها لإثبات نفسها وتقديمها كما ينبغي. إن إرادة المرأة وحدها لاتكفي للطيح بها إلى مبتغاها فالمساندة الجماعية من أفراد المجتمع والعائلة التي هي الأساس تمهد لها الطريق، فحرية المرأة تعزز حرية أفراد المجتمع بأكمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق