فاطمة خضر ..يا -فاطما-

تقولُ لي جارتي :
” أريدُ أن أقتلَ زوجي مرةً ، فهو يقتلنُي كآبةً كلَّ يوم “
ثمَّ تنظر إلى يدي اليُسرى
لتقول : ” تأخرتِ – يا فاطِما –
انتبهي قد يفوتك القطار
” تقولُ لي صديقتي :
” لمَ تخليتِ عني ليلةَ زفافي ؟
كان عليكِ أن تجريني من يدي بعيداً عن ذاك الزّفاف ،
بدلاً من أن ترقصي معي
” ثمَّ تنظر إلى يدي اليُسرى لتقول :
” لا تتورطي – يا فاطِما – إنَّه فخ .
” يقولُ لي صديقي :
” زوجتي مهملةٌ ،
كسولةٌ تقضي وقتها ما بين وظيفتها،
إعداد الطعام ،
تربية الأطفال و تنظيف المنزل
” ثمَّ ينظر إلى يدي اليُسرى و يقول :
” إن تزوجتِ ، لا تكوني كسولةً – يا فاطِما –
فالرّجلُ يُصابُ بالعجزِ من كسل أُنثاه
” يقولُ لي زوج صديقتي :
” يبحث الرّجلُ في الزّواج الأول عن الاستقرار ،
فيصبحُ بعدَه لا مستقر عاطفياً
فيسعى لزواجٍ ثانٍ بحثاً عن الحب
” ثمَّ ينظر إلى يدي اليُسرى و يقول :
” هل تؤمنين بالحبِّ – يا فاطِما – ؟ “
يقولُ لي رجلٌ غريب أعمى :
” هل تسمحين لي بالجلوس “؟
و يجلس قبلَ أن أسمحَ لهُ ،
ثمَّ ينظرُ إلى يدي اليُسرى و يقول:
” لا بدَّ أن الرّجال أُصيبت بالعمى ،
يرن جوالُه و يظهر اسم المتصل ” زوجتي فؤادي “
تقولُ لي قريبتي العروس :
” لا أُكثِرُ من استخدام المعقمات بسبب الكورونا
إنّما بسببه هو ،
فرائحته كريهة أودُّ يُصابَ بالكورونا و يُحجَر بعيداً عني “
ثمَّ تنظر إلى يدي اليُسرى لتقول :
” يدُك لا تحتاج إلى استخدام الكحول ، أبقيها نظيفة – يا فاطِما –
” تقولُ لي أميّ :
” لن تفيدك الكتابة في شيء – يا فطومة
– ” ثمَّ تنظر إلى يدي اليُسرى و تبكي
يقولُ لي المجتمع : ” يا حرام أنت تكبرين – يا فاطِما –
” ثمَّ ينظر إلى يدي اليُسرى و يقول :
” أنتِ سببُ الأزمة الاقتصادية الكونية ،
اتساعُ ثقبِ الأوزون ،
الحروب المستمرة ،
انفجارٌ في مجرةٍ مجاورةٍ ،
من الأفضل أن تُفكري بالانتحار – يا فاطِما –
” أنظرُ إلى يدي اليُسرى أُقبلُها بحبورٍ ،
ثمَّ أضعُ طلاءَ الأظافر.