ليس ينفع ..عبير سليمان

ليس ينفع أن تكون لديّ عصاً سحرية
أهشّ بها على الحروب كي تتوقف
وأشير للخراب بأن يتلاشى..
أو أن يكون بحوزتي جهاز تحكّم خُرافيّ
أتجاوز به مشاهد القسوة والآلام والأحزان
وأجمّد حركة الكون فأمنح البشر استراحاتٍ مطوّل
ة من التعب والحيرة واللهاث..
ليس ينفع أن أمتلك معجزاتٍ تجعل المكان آمناً
لأقف أمامكَ مجدداً أتأمّل عينيك كما أحبّ وأصغي إلى بريقهما،
ما دامت جمرتكَ قد انطفأت
والجمرة في قلبي تتّقدُ كأنك أشعلتها للتوّ.
… … ….
الذين لم يعد بحوزتهم شيءٌ يخسرونه عليكم أن تَهابوهم،
مَن عبّدوا الدرب بأطرافهم
وفلذات أكبادهم
افترشوا الشوك فلم تلتفتوا
التحفوا النار ولم تلتفتوا،
أكلوا الحيف ..تهادوا الدمع ..صبروا.. انتظروا ..انتحروا؛
لم تلتفتوا..
النبلاء وقد سندوا هيكلَ البلادِ بعظامهم السخية
رمّوا لحمها بأبدانهم الطرية،
وفوا النذور كاملةً فلم ينتبه ربٌّ ولم يكتمل خلاص..
قد جفّوا عن بكرة أبيهم حين لم تتركوا بحوزتهم قربة ماء؛
عليكم أن تخافوهم.
… …. … … …
شاعرة قليلة الحظّ على مفترق الطرقات،
على مواقف الباصات المعطلة،
على السُلّم المكسور للموسيقى،
على دفاتر توقيع الكآبات المُياومة
وعلى نافذتها الزرقاء
ترسل مع السحاب مناديلها الماطرة
فتأخذها الرياح إلى عشاق ليسوا في حسبانها.
شاعرة قليلة الحيلة؛
تبلعُ أنينَ الجنيّات كي لا تجفل الأنهار
فيغزو الأنينُ جلدها بِطفَحٍ لاهب.
تلمس الليلَ فَيُستثار العواء،
تنادي النبعَ فتُلبّي الصحراء.
تطوف الدروب الأليفة كحاجٍّ ضيّع كعبتَه..
تضع نظارتها الشمسية في كل الأوقات
كمن يخشى على الناس من ذئاب الحزن؛
إذا فرّتْ من عينيها افترستْ كلَّ مَن رآها..