أحلام الدرغاني ..زهرة اللبلاب

وَعدٌ جَرِيحٌ

سَأَترُكُ الزَّنبقَ الأَبيضَ

وَسطَ حُقولِنا السَّمراءِ

بَعضُهُ يُعانِقُ بَعضاً

سَأَترُكُ أَفكارِيَ النَّهِمَةَ

تَكتَنِفُ الغَدِيرَ

يتَدَفَّقُ حَيَاةً

كَمْ عَشوائِيَّةً مَنظُومَةُ الحَيَاةِ

تُدحرِجُنا نَحْنُ البُسَطاءُ

آنَ تَهزِمُنا الأَشياءُ

عِندَما يَطلعُ القَمَرُ

قَدْ نَكونُ قيثارَةً

أَو أُغنيةً تَصدَحُ في الأَرجاءِ.

زهرَةُ الّلبلابِ

تَمُدُّ يدَها عُنوَةً لتمسَحَ وجهَها بمندِيلِ الذِّكرياتِ ،

يخدُشُها التُرابُ العالِقُ في الزَّوايا ،

تتساءَلُ لمَ تذبُلُ الورودُ سريعًا ؟

أَلخَرزاتُ الزَّرقاءُ وهمٌ ،

والتَّعويذَةُ لا تُجدِي نفعاً …

في حركَةٍ سَريعةٍ مِنها أَوقعَتْ رنا إبريقَ الماءِ ،

لم ينكسِرْ ،

فقط تبلَّلَ ثوبُها الزَّهرِيُّ ،

جفّفتْهُ سريعًا ومسحتْ دمعَةً قبلَ أنْ تنحَدِرَ .

هي قادِرَةٌ على السَّيرِ بمُفرَدِها ،

منذُ زمنٍ بعيدٍ لم تتخطَّ عتَبَةَ البيتِ .

عادتِ الحياةُ لتتسرَّبَ من جديدٍ إلى روحِها ؛

أليومُ عيدُ ميلادِها لذا كانَتْ تسمَعُ زقزَقَةَ العصافيرِ …

هرعَتْ فجأَةً إلى النَّافِذَةِ ،

ورنَتْ طويلًا إلى الغُصنِ ،

لا أَثَرَ لتلكَ البومَةِ …

يا ربُّ !..

تمتَمَت هلْ سَتُشرِقُ الشَّمسُ من جديدٍ ؟

أَقعدَتها الحياةُ سنينَ أَسيرَةَ غُرفَةٍ شاحِبَةٍ

كلُّ ما فيها يبعَثُ على الاستسلامِ للموت،

لكنَّ فكرَةً كانت تدفعُها للتَّمَسُّكِ

بالحياةِ : على الموت أَن يرتدي ثوبَهُ الجَميلَ

وإلّا فإِنَّهُ سيعجَزُ عن اصطِحابِها .

تردَّدت لكنَّهُ اصطحبَ رفيقَتَها عندما رفضت الانصياعَ

وتمرَّدت على التّقاليدِ والأَعرافِ …

واصطحبَ كثيراتٍ منْ بناتِ جنسِها …

مسحَتِ الغشاوَةَ عن عينيها ،

متى دورُها وهي السّجينةُ في غرفةٍ رطبَةٍ .

فكَّرت بهديَّتِها ،

أُمنيتُها بسيطَةٌ وحقٌّ مشروعٌ ،

تريدُ أَن تخرُجَ للطَّبيعَةِ ،

أَن تشعرَ أَنَّها حيَّة ،

أَن تتخطَّى عتَبَةَ تقاليدَ باليةٍ …

ستشُقُّ طريقَها زهرَةَ لبلابٍ تمتَدُّ أَغصانُها لتُعانِقَ الفضاءَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق