عن نوري ديرسمي في ذكرى رحيله 48

ولد الدكتور محمد نوري ديرسمي في شهر آذار عام 1894 في قرية آخزونيك التابعة لولاية ديرسم، أبوه إبراهيم، وأمه زليخة، ينتمي إلى عشيرة ملان، فقد أمه وهو صغير، درس الابتدائية في بلدة خوزات، ثم انتقل مع والده إلى خاربوط ودرس الإعدادية في مدارسها.
بدأ بممارسة العمل السياسي في مرحلة الشباب، حيث قام مع بعض زملائه بتأسيس إتحاد طلبة كُردستان واستمر بالعمل فيها حتى المرحلة الثانوية .
انتقل إلى مدينة اسطنبول وسجل في كلية الطب البيطري عام 1911، و انتسب لجمعية هيفي وأصبح عضواً ناشطاً فيها.
أسس مع مجموعة من رفاقه جمعية “عاشقي كردستان” وبعد الحرب العالمية الأولى 1914 أرسلته الدولة التركية إلى اذربيجان كمسؤول عسكري، وعزلته نتيجة تواصله مع الشعب الكُردي.
نفي إلى منطقة “كيره سون” على البحر الأسود، وفي عام 1921 أصدرت الدولة التركية حكم الاعدام بحقه.
كان ديرسمي أحد قادة أول انتفاضة كُردية عام 1921 ضد ظلم وطغيان الدولة التركية الحديثة التي كانت تتشكل آنذاك والمعروفة بثورة ( كوجكيري)، كما كان له بصمات واضحة في ثورة ديرسم التي قادها السيد رضا عام 1937، وهو الشاهد على مجازر الاتراك بحق أبناء الشعب الكُردي .
أصدرت الحكومة التركية عفواً استثنى سيد رضا ونوري ديرسمي، فاضطر ديرسمي للفرار إلى سوريا واستقر في مدينة حلب في حي “محطة بغداد” عام 1940.
في حلب لم يتوقف عن النضال وواظب على الكتابة والتأليف وكتب مذكراته في كتاب (ديرسم في تاريخ كوردستان)وطُبع في حلب عام 1952.
كان منزله مقراً للمثقفين والكتاب الكُرد حتى تأسيس “جمعية المعرفة والتعاون الكردي” في عام 1956 مع روشن بدرخان، حسن هشيار، عثمان افندي، حيدر حيدر .
في (22-8-1973) و عن عمر يناهز 81 عاماً رحل ديرسمي بعيداً عن مدينته ديرسم التي طالما حلم بالعودة إليها.
وكان قد أوصى بأن يدفن في مقبرة زيارة حنان القريبة من عفرين في قبر أعده بنفسه له ولزوجته منذ عام 1963 وأن يضعوا كتابه مع حفنة من تراب ديرسم تحت رأسه في قبره وأن يمر موكب جنازته من أمام القنصلية التركية بحلب، وأن يدون على شاهدة قبره هذه الأبيات:
أنا أيضاً سرت على ذلك الطريق الصعب
وصرخت وناديت
من أجلكم ايضاً
حتى تصبح الدنيا كالربيع.
بعد أن احتلت الدولة التركية ومرتزقتها مدينة عفرين في (18- 3-2018) قام المرتزقة بالاعتداء على مرقده وتكسيره وتحطيم شاهدة قبره، إذ فعلوا ذلك مع الكثير من الأماكن المقدسة لدى الكُرد.

عن عدة مقالات عن نوري ديرسمي بتصرف .