أقل من امراة عادية..محمد زادة

ها أنا أنسحب بهدوء خيطٍ رفيع

من حياتكِ المستقيمة

قد انقطع في أيّة لحظة

و قد تعلق أجزاءٌ منّي في ثوبك الضيّق

لكنني أعدكِ بأنها ستختفي مع الوقت

ولا أثر سيبقى من كل الحكاية

سوى ثقوب صغيرة كالنمش

والتي لن يراها أحد سوانا

لا أحد سيضع حياتنا تحت المجهر

ولا أحد سيتخيّل الفراغ الذي سأراه

والعدم الذي سأتحدث إليه لدقائق كل صباح

وأنا افتح عينيّ للنهار

والدماغ يوقظ حاشيته يرسل الإشارات للاعضاء ،

للقلب ، للشرايين ، للحواس ، للأعصاب

لقد بدأ نهارٌ جديد مع الفقدان

ها أنت تبتعدين

وها أنا أتدرب على الغياب

دون خوف من شطحاتيّ المسائية

ومن خراب الكون إذا غبتِ

فأنت لستِ الشمس

ولست النجوم

لست القمر الذي كان على البحيرة

ولست بريجيت باردو

كنتُ ثملاً يومها وبصراحة أكثر ..

لا علاقة لجاذبية الكون بكِ

عيناك ليست غابات اللؤلؤ

رموشكِ لم تكن سهاماً

أصابعكِ ليست أصابع ساحر

صدركِ لم يكن وسادة

من ريش العصافير

وصورتكِ المعلقة فوق رأسي

لم تكن شلالات نياغارا

ولا قوس قزحٍ

في اخر البحيرة لستِ إحدى عجائب الكون

انت امرأة عادية جداً

وصورتكِ التي بالأبيض والأسود

لا تختزل ملايين الألوان

أنا اخفيتُ عليكِ انّي كنتُ مصاباً بالهذيان

أنت امرأة أقل من عادية

لكنني احببتكِ من بين كل نساء الارض

اخترتكِ أنتِ

وتعلقت كطفل بطرف فستانكِ

كانت الريح تشدّني

وأنتِ تركضين إليهم

فصرتُ طويلاً ورفيعاً وضعيفاً

كخيطٍ قديم في فستان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق