لمعة علي : الفوز بأي مهرجان هو حافز معنوي للاستمرار

جوان زكي سلو
بعد فوز قصة “المقبرة” للقاصة “لمعة علي” بالمرتبة الثانية في مسابقة القصة القصيرة التي أقامها اتحاد الكتاب الكرد في سوريا مؤخراً، وفي سياق الحديث عن المسابقة والجائزة التي نالتها، قالت لمعة علي : الهدف الأول من مشاركتي في المهرجانات الادبية هي محاولة كتابة شيء جديد ومفيد، في أخر مهرجان للقصة تمنيت إضافة جهد إلى هذا النشاط القيم ، باعتباره من المهرجانات المهمة في المنطقة منذ عام 2011.
وتابعت علي : الكرد كانوا محرومين من إقامة هكذا نشاطات، سواء المهرجانات والأنشطة الأدبية، أو السياسية و الثقافية المتعلقة بهم كانت ممنوعة في المنطقة، ولذا فهذه المهرجانات التي تنضم حالياً مهمة جداً، وأود المشاركة والفوز فيها، الفوز بالمهرجان هو حافز معنوي كبير للاستمرار والتطورنحو كتابة القصة بشكل أعمق.
وعن رؤيتها لواقع القصة القصيرة والسرد بيّنتْ علي بأن القصة الكردية تشبه إلى حدّ كبير واقع الكرد كشعب مقسم ومجزأ ومضطهد، فهي قصة شرق أوسطية، ومثلما عانت جميع شعوب الشرق الأوسط من الظلم والاضطهاد والأنظمة الشمولية، عانى الكرد كذلك بل وأكثر، ولذلك فالقصة الكردية هي من معاناة الشرق الأوسط، وذات خصوصية مأساوية موجودة في كل ملاحم الكرد وقصصهم.
وأردفت لمعة : بخصوص الشعر الكردي فله جمهوره، كما القصة الكردية والرواية الكردية والمسرح وكافة الفنون الأخرى، فلكل منها جمهوره، و لها دور مهم في التنوع الأدبي الكردي وهي بحاجة للتطور بشكل مستمر وخاصة بعد ثورة روجافا، سنة 2012 .
هنالك جيل جديد، مبدع. والعديد من الكتاب توجهوا إلى كتابة القصة والرواية، و نتمنى أن يكون هناك تطور أكثر في هذا المجال، هناك نتاج أدبي مهم لدى الكرد و حركة نشطة في هذا الاتجاه.
وعن سيرتها الشخصية قالت: أنها من مواليد 1974 قرية “شيرو” التابعة لمدينة ديركا حمكو، تقيم في مدينة قامشلو، بدأت الكتابة في عمر 35 ، بدءاً من القيام بدورات محو الأمية إلى الحصول على الشهادة الأبتدائية ومن ثم الإعدادية والثانوية ومرت بمصاعب جمة لكن وبإصرارها مع مساعدة الأهل والأخوة، دخلت كلية التجارة والاقتصاد في الحسكة.
بعد افتتاح جامعة روجافا في مدينة القامشلي عام 2016، سجلت في كلية الأدب الكردي، وبعد التخرج من الجامعة، بدأت العمل التدريسي في أكاديمية الشهيد عكيد للاختصاصات باللغة الكردية.
وعن نتاجها الأدبي قالت : بدأت بكتابة القصة عام 2017، وكانت قصة لهنك أول قصة كتبتها، وكتبت عدداً من القصص القصيرة ، منها (Şefeq, Henase, Goristan, Leheng, Tiliya li ser tetîkê) وأهتم بكتابة المذكرات والأبحاث الأدبية والشعر.
تضيف لمعة : شاركت في نشاطات أدبية كمهرجان اوصمان صبري الثاني للادب في عام 2018، بقصة بعنوان (Leheng) إذ نالت المرتبة الثالثة في المهرجان.
وفي 2021 شاركت في مهرجان القصة الكردية التي يقيمها اتحاد كتاب الكرد في سوريا بقصة تحمل عنوان (Goristan) والتي نالت المرتبة الثانية في المهرجان وكتبت عدداً من الأبحاث عن ملاحم و شخصيات أدبية كردية لشركة الانتاج (Rê ) لتصبح أفلام وثائقية لفضائية روناهي الكردية.
وفي سؤال عن خصوصية تناول الواقع الكردي أدبياً قالت لمعة علي: واقعنا الكردي مأساوي، الاضطهاد، و التجزئة التي نعاني منها، تؤثر على طريقة الكتابة التي أكتبها وعلى العناوين والمضمون وجوهر القصة، فالذي عشناه خلال السنوات الماضية من قتل و تدمير يؤثر على القصص التي نكتبها، بطبع لست سوداوية ولدي طموحات و أمل في التغيير وأسعى من خلال قصصي وكتاباتي للتغيير نحو الأفضل ، وكذلك أسعى للمشاركة في الثورة بقلمي ، ولكن الواقع مأساوي ولا يعني ذلك فقدان الأمل ففي أعماق اليأس يزهر الأمل كما قال يلماز غوني، و هو ما نسعى إليه.
وختمت لمعة : أكتب القصة الواقعية، ففي قصتي التي تحمل عنوان (Goristan) هي قصة حقيقية لامرأة كانت في سجون النظام البعثي، أردت أن أبين مدى التعذيب النفسي قبل الجسدي وخاصة على للنساء في أرض تنعدم فيه قيم الاخلاق والانسانية.