قطة أمي ..رودي سليمان

تلك التي ركلتها في القرية قبل سنوات

أبحث عنها اليوم لأعتذر

لأخبرها أني الآن أحب كل القطط

الرجل المسكين في الميكروباص

الذي رميته بنظرتي الحادة ظناً أنه متحرش

أتساءل إن كان مازال حياً

فمازلت أدين له باعتذار

ابنتي التي تركتها تعتني بأخيها قبل سنوات

وأنا أقرع الأبواب لأشحذ جرعتي الكيماوية

أحاول رد الجميل لها

مازلت أدين لها باعتذار سائق التاكسي الذي شتمته بالكُردية

و فيما بعد اكتشفت أنه كُردي أدين له باعتذار

الصبي الذي لم أقبل وردته

في طريقي إلى المدرسة، في صباي، أدين له باعتذار

جدتي التي ماتت ولم أكن بجانبها لحظتها

أدين لروحها باعتذار

كل السوء الذي اقترفته أذكره جيداً

أعتقد أن العقاب الذي ألقاه الآن

أنك جرفت قلبي معك

في زمن ليس لنا فيه ناقة ولاجمل

يحملون ثقل حبٍ كهذا

كل السوء الذي اقترفته رُدّ لي على هيئة عذاب واحد ينهشني

ويضرب سياطه قلبي كلما مررتَ من المكان الذي أنا فيه

لاشئ يداويه إلا عناقك

إلا أنه مستحيل!

إغلاق