ذات حلم

يارا باشا

 
 أنا في أناي حلم
 وأناي في الحلم
 حقيقة
 كان يسند ظهره إلى الحائط
 قلتُ سيؤلمه ظهره هكذا
 كان يغمض عينيه بعمق
 قلتُ ستؤلمه أحلامه الآن 
ثم خفتُ كأنه صعد قطاراً 
 ورحل دون أن يعود
 خفتُ وصرت أركض 
 أركض كثيراً
 دون أن أتمكن من رؤيته 
 مرة واحدة
 ومرة واحدة
 كانت كافية 
 لأصعد قطاراً آخرَ 
 وأرحل بعيداً مع حزني  
 كنت أبكي كثيراً حين كنت طفلاً
 تحت الغطاء 
 حين يصبح العالم غرفة مظلمة
 كنت أبكي كثيراً
 وأخاف
 ماذا لو فقدتها هي أيضاً 
 تنكمش رئتي 
 ماذا لو توقف قلبها 
 هي أيضاً بسخافة 
 أرتبكُ أذهبُ باتجاه الغرفة 
 أمشي ببطء 
 على رؤوس أصابعي
 وأخاف كأني أتهيأ لرؤية جثة آخرى أمامي 
 أنتظر خلف الباب 
 أمسك قلبي المرتجف 
 ثم أفتح الباب وأمد عنقي
 للخوف المطلق
 أراقبها
 إنها حيّة، تتنفس 
 كان هذا كافياً للسنوات اللاحقة
 ولكن
 ماذا لو أنّ الأشياء القديمة 
 لا تصيح في صدري 
 بشكل دائم قبل كل ضوء
 لو أني أبتعد 
 خطوة واحدة كافية
 لأختفي 
  كأن شيئا لم يكن
 هكذا أردد لنفسي دائما 
 وكلما أمسكتُ بيد أحدهم
 أعلمه الغرق وأرحل
 ربما لستُ حزينا 
 ربما كنتُ غاضباً فقط 
 وكل ذلك ذهب سدى أيضا
 كل هذا لايعني شيئا
 ولم يعنِ لي شيئا
 ومثل الفراشات التي تحمل خيوط ضوئها
 لتطير بعيداً نحو الشمس 
 حتى تحترق 
 هكذا أحياناً أريد أن أبكي طويلاً
 بينما أسمع "شوبان" 
 أريد أن أبكي فعلاً
 الضوء، الضوء
 يخترق رئتي
 وأصمت طويلاً
 كأني أعيش
 حياة أخرى دائما
 حياة ليست لي
 أنا في أناي حلم 
 وأناي في الحلم 
 حقيقة

عن دشت الثقافية العدد (0)

إغلاق